-->

الرياض- متابعات

 

انطلقت اليوم أعمال منتدى الرياض الدولي الإنساني في دورته الثالثة، الذي ينظمه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالشراكة مع الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية في مدينة الرياض.

وقال معالي المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة في كلمة الافتتاح: "نجتمع اليوم والعالم يشهد الكثير من الكوارث والأزمات والصراعات والأحداث التي فاقمت الأوضاع الإنسانية وضاعفت تحدياتها، ولعل آخرها ما حل بالشعبين السوري والتركي من كارثة أودت بحياة عشرات الآلاف وجلعت الملايين بلا مأوى، سائلين الله تعالى الرحمة والمغفرة لمن فُقدوا والشفاء لمن أُصيبوا والعون لمن شُردوا".

ومَثّلَ السفارة اليمنية في المنتدى كل من المستشار عبدالله العولقي مساعد القنصل، والدكتور عارف أبوحاتم المستشار الإعلامي، والدكتور طه هديل المستشار الثقافي، والدكتور محمد السعدي المستشار الصحي.

وأكد المستشار الربيعة أنه يتوجّب خلال اجتماع اليوم تضافر المزيد من الجهود وتوسيع رقعة المانحين دولا وهيئات وأفراد، ورفع مستوى التنسيق والأثر للمساعدات الإنسانية، ليكون عملنا أكثر فعالية واستجابة، مشيراً إلى أن هذا المنتدى يحظى بالاهتمام الكبير والمشاركة الفاعلة من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية والمحلية، حيث يشارك قيادات العمل الإنساني في 50 دولة وما يقارب من 60 منظمة، مما يجعل العالم يتطلع لما يخرج من الجمع الرفيع المستوى من حلول وتوصيات تصب في مصلحة العمل الإنساني.

وقدم المنتدى عرضاً مرئياً عن الأعمال الانسانية لمركز الملك سلمان نال استحسان الحضور.

وألقى وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث كلمة معالي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش شكر في بدايتها المملكة العربية السعودية، موضحاً أن المشهد الإنساني الماثل قاسٍ جداً، فالاحتياجات تتصاعد في جميع أنحاء العالم والأزمات الإنسانية تتراكم فوق بعضها البعض، فيما يتطلع اليائسون إلينا في وقت الحاجة، وتتعرض حقوق الإنسان وخاصة حقوق المرأة لهجوم وحشي في العديد من الأماكن مما يضر بمجتمعات بأكملها، مشيراً إلى أن العالم يعيش أكبر أزمة غذاء في التاريخ الحديث والمجاعة تدق على العديد من الأبواب، مفيداً أن التوترات عالية من حرب أوكرانيا التي على وشك دخولها عامها الثاني إلى كارثة زلزال تركيا وسوريا الذي أودى بحياة عشرات الآلاف وتسبب في دمار لا يوصف.

وأضاف مارتن غريفيث أن أكثر من 350 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية حول العالم،‏ و‎أكثر من 222 مليون شخص لا يعرفون متى سيأكلون وجبتهم التالية، أو ما إذا كانوا سيجدون ما يأكلونه أصلًا، و45 مليون شخص باتوا بالفعل على شفا المجاعة، معظمهم من النساء والأطفال، ونحن بحاجة إلى ما يقارب 54 مليار دولار أمريكي لتلبية الاحتياجات الأساسية للأشخاص الأكثر تضرراً .

بعد ذلك ألقى صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية كلمة قال فيها :" استمَداداً من قِيَم ديننا الإسلامي الحنيف، طالما دأب ملوك المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على حشد إمكانياتها من أجل خدمة القضايا الإنسانية ومد يد العون لرفع المعاناة عن المتضرر وإغاثة الملهوف أينما وجدت الحاجة، دون تمييز عرقي أو ديني، وقد بلغ حجم المساعدات التي قدمتها المملكة 95 مليار دولار أمريكي، استفادت منها 160 دولة حول العالم عبر 7 عقود".

وأضاف سموه أنه في خضم الأزمات والتحديات الجيوسياسية والاقتصادية، تستمر المملكة بالتقدم في عطائها الإنساني والتنموي؛ مما جعلها في مقدمة الدول المانحة للمساعدات الإنمائية والإنسانية إلى الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل بمبلغ يتجاوز 7 مليارات دولار أمريكي.

واستذكر سموه أن آخر الجهود الإنسانية للمملكة هو توجيه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد بتسيير جسر جوي وتقديم مساعدات إنسانية متنوعة وتنظيم حملة شعبية، لتخفيف آثار الزلزال على الشعبين السوري والتركي، والمعاناة التي تألم لها العالم أجمع، وإذ نقف اليوم احتراماً وتقديراً لكل فرد بذل جهداً أو مالاً لضحايا الزلزال المدمر، فإن هذه الأحداث المتكررة تذكرنا بحاجتنا الماسة لإنسانية بلا حدود، لضمان صون الإنسان وكرامته، وتدفعنا لمضاعفة الجهود في سبيل تجنب ويلات الحروب، والتعاون لمواجهة الكوارث، وضمان إيصال المساعدات لمستحقيها تماشياً مع القانون الدولي الإنساني ومبادئ العمل الإنساني.

وتم الإعلان عن تأسيس مركز إقليمي لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لخفض الانبعاثات الكربونية ومقره الرياض مع المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة لغرب آسيا "الإسكوا"، وهذا التعاون يجسد أهمية العلاقات متعددة الأطراف لدعم التوازن والسلام والتنمية وتجاوز الأزمات العالمية.

عقب ذلك قام معالي الدكتور عبدالله الربيعة بتوقيع اعتماد تخصيص مبالغ مالية لمشاريع جديدة ومتنوعة لصالح متضرري الزلزال في سوريا وتركيا، بقيمة بلغت 183 مليون ريال سعودي، حيث يتضمن المشروع الأول إنشاء 3 آلاف وحدة سكنية لإيواء المتضررين من الزلزال، بقيمة 75 مليون ريال سعودي، وتضمن المشروع الثاني كفالة الأيتام للمتضررين من الزلزال (مبادرة بسمتهم)، بقيمة 40 مليون ريال سعودي، وتضمن المشروع الثالث تنفيذ برنامج تطوعي لصالح المتضررين من الزلزال (حياة التطوعي السعودي)، بقيمة 18 مليون ريال سعودي، فيما تضمن المشروع الرابع توفير خدمات الرعاية الصحية المنقذة للحياة، بقيمة تتجاو 17 مليوناً و800 ألف ريال سعودي.

وتضمن المشروع الخامس تنفيذ تدخلات المياه والصرف الصحي المنقذة للحياة بقيمة تتجاوز 6 ملايين و500 ألف ريال سعودي، فيما تضمن المشروع السادستوفير إمدادات التغذية الأساسية، بقيمة تتجاوز 6 ملايين و500 ألف ريال سعودي، وتضمن المشروع السابع الاستجابة الطبية العاجلة لإغاثة المتضررين من الزلزال في سوريا، بقيمة تتجاوز 19 مليوناً و800 ألف ريال سعودي.