وزير الخارجية وشئون المغتربين لـ(26سبتمبر): خيارنا الوحيد الاصطفاف خلف القيادة السياسية (حوار)
سبتمبر نت/ عدن
سياسي ودبلوماسي من الطراز الرفيع تشبع بقيم الحرية والانتصار للقضية الوطنية الجامعة، كان دوماً حزبه الوطن، يمتلك كاريزما وعلاقات واسعة في الأوساط الدولية، تميز بنشاطه الدبلوماسي في المحافل الدولية، حينما اختطفه الحوثيون كان يحمل بين يديه الوطن، لكنه لم يرتهن لأطماعهم ولم يستكن لأراجيفهم وتهديداتهم، حلم بوطن آمن ومستقر، تولى عدداً من المناصب القيادية في الدولة ونجح فيها وكان آخرها سفير بلادنا في واشنطن.
إنه الدبلوماسي السفير الدكتور أحمد عوض بن مبارك-وزير الخارجية وشؤون المغتربين، كان حديثه لصحيفة (26سبتمبر) ضافياً وهو يتحدث عن الوطن المكلوم والوضع الذي تعيشه البلاد في ظل الانقلاب المليشاوي الحوثي المدعوم من إيران والإشكالات التي تواجه عمل الحكومة وغيرها من القضايا والموضوعات ذات الصلة لكنه أكد انه سيتم تجاوزها بفضل دعم القيادة السياسية والتفاهم الكبير الموجود بين أعضاء الحكومة ودعم ومساندة التحالف العربي ..
فإلى تفاصيل الحوار:
حاوره: أنــــــور العــامــري
» كيف تقرأون واقع المشهد السياسي بعد نجاح تشكيل حكومة الكفاءات السياسية؟
«« منذ بداية الحرب لم يكن المشهد السياسي اليمني توافقياً ومحملاً بكثير من الآمال كما هو عليه اليوم بعد تشكيل حكومة الكفاءات السياسية ، هذه الحكومة التي تشكلت من كافة المكونات السياسية والجغرافية اليمنية وبما يتناسب مع تحديات وواقع المرحلة القادمة التي لن أقول إنها ستكون سهلة لكننا في الحكومة مستعدون لمواجهة هذه التحديات، ولعل الدرس الذي أدركه الجميع بعد الاستهداف الأخير في مطار عدن يؤكد أننا جميعا مستهدفون وأن خيارنا الوحيد هو التوحد واستيعاب بعضنا البعض لمواجهة التهديد الأساسي والعمل على استكمال استعادة الدولة.
ظروف وتحديات
» تتفق أم تختلف مع من يذهب إلى القول: بأن أداء الحكومة السابقة كان ضعيفا؟
«« لكل مرحلة ظروفها وتحدياتها، وتقييم الانجازات يجب أن يقاس وفقاً للظروف التي انتجها الانقلاب الإرهابي الحوثي ومحاولتهم السيطرة على الدولة وإسقاط دعائمها القائمة على الجمهورية والديمقراطية، وهناك اختلاف يعلمه الجميع بين حكومات الدول المستقرة وبين حكومات الدول التي تخوض حروباً داخلية أو خارجية، ونحن في الحكومة الحالية متفاهمون على أهمية الدفع بملفات التحدي المختلفة إلى الأمام وتحقيق إنجازات ملموسة فيها بحجم تلك التحديات ومنها بالتأكيد الخارجية وشؤون المغتربين.
ولكن ما يجب قوله في هذا الصدد: أن موظفي الخارجية في البعثات، عملوا في ظروف بالغة الصعوبة بموازنات ضعيفة جدا وأحياناً بدون رواتب لتسعة أشهر ومع ذلك ظلوا حاملين لواء الشرعية وانتصروا لقضية الوطن في كل المحافل الدولية.
جريمة إرهابية
» بعد توديعنا عاما مليئا بالمآسي والأحزان آخرها الجريمة الإرهابية الآثمة التي طالت الحكومة ومستقبليها في مطار عدن.. ماذا يمكنكم القول حول هذه الجريمة؟ وماهي آخر المعلومات المتوفرة لديكم حول من يقف وراء هذه الجريمة واهدافها ونوعية الاسلحة والمتفجرات المستخدمة فيها؟
«« هي جريمة إرهابية شنعاء بكل المقاييس وانتهاكاً صارخ للقانون الدولي الانساني ذهب ضحيتها زهاء مائة شخص بين قتيل وجريح من المدنيين المتواجدين في المطار والعاملين ، لم تكن هذه الجريمة الإرهابية تستهدف حكومة الكفاءات السياسية المشكلة بموجب اتفاق الرياض الذي دعمه ورحب به المجتمع الدولي وشركاء وداعم السلام كخطوة نحو تحقيق سلام شامل على الأرض اليمنية بل كان استهدافاً لآمال وطموحات الشعب اليمني كافة وتطلعاته لاستقرار الأوضاع وتحقيق الأمن، لقد أثبتت المليشيات الانقلابية الحوثية للعالم كافه أنها تمارس إرهاباً متطوراً باستخدام صواريخ وطائرات مسيرة ذات تقنية عالية الدقة تتشابه مع تقنيات سابقة استخدمتها المليشيات الانقلابية الحوثية في جرائم استهدفت مؤسسات ومنشآت مدنية وحكومية، مما يؤكد ضلوع إيران في رفدها بالخبرات البشرية والمعلوماتية والمادية لتنفيذ مشروعها التخريبي في بلادنا ، المعلومات تؤكد أن الصواريخ الثلاثة التي استهدفت مطار عدن قادمة من مناطق سيطرة المليشيات الحوثية، وهو ما يثبت للعالم أجمع أن رسالة هذه المليشيات هي الموت وليس الحياة وتوضح يوماً بعد يوم أن خيار السلام الذي تنتهجه الحكومة الشرعية لم يعد بالنسبة لها خياراً برغم الدعوات الكثيرة والمستمرة من قبلنا لإحلال السلام.
إصرار على النجاح
» هناك آمال كبيرة يعقدها المواطنون على أداء الحكومة الجديدة.. أنتم في وزارة الخارجية ماهي رؤيتكم لتفعيل دور وزارة الخارجية بقطاعيها الخارجية والمغتربين وسفاراتها المعتمدة في مختلف دول العالم؟
«« عانت وزارة الخارجية ” وشؤون المغتربين ” كغيرها من وزارات ومؤسسات الدولة الاخرى بعد الانقلاب الحوثي على الدولة من تجريف العمل الإداري والدبلوماسي ولكن ارتباطنا الوثيق ببعثاتنا في الخارج مكننا من أن نكون جدار صد وسلاح حقيقياً بيد القيادة العليا للدولة ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة امام المليشيات الإرهابية الانقلابية ولعب فريق عملنا الدبلوماسي في البعثات الدولية المختلفة والمنظمات الأممية دوراً بطولياً في اظهار الوجه الحقيقي للمليشيات الانقلابية وتعريتهم امام العالم باعتبارهم جماعة إرهابية مدعومة من إيران ديدنها استخدام الإرهاب لفرض السيطرة، كما كانت البعثات الدبلوماسية اليمنية ومقراتها في البلدان المختلفة هي الملجأ الآمن لأبناء الشعب اليمني في بدايات التنكيل والتهجير والتشريد من قبل المليشيات الإرهابية أوائل العام 2015م، تعرضت الخارجية لاحتلال مقرها وابتداع مسمى “وزير” لها من قبل المليشيا ومحاولة إرسال بعض افرادها للدول والمنظمات المختلفة باعتبارهم ممثلين لبلادنا لكن هذه المحاولات باءت بفشل ذريع، لأن العالم يعي تماماً الدور الإرهابي الذي تلعبه هذه المليشيا، كما أن فريق عملنا الدبلوماسي في البعثات لعب دوراً مهماً في رصد تحركاتهما وإفشال محاولاتهم.
تقف وزارة الخارجية وشؤون المغتربين أمام تحديات فرضتها ظروف الحرب القائمة والانقلاب المليشاوي الحوثي في مقدمتها التحديات المادية التي نعاني منها في عدم انتظام إرسال مستحقات الموظفين أو ميزانيات السفارات أو تأخير دفع التزامات بلادنا للمنظمات الدولية.
نواجه التحديات بإصرار كبير على معالجة مشاكلنا ببذل مزيد من الجهود، لدينا الآن مقر ديوان وزارة الخارجية في العاصمة المؤقتة عدن تم بناؤه خلال السنوات القليلة الماضية ونحن على وشك الانتهاء من البناء وسنمارس عملنا من خلاله بعد أشهر قليلة وقمنا بافتتاح مكاتب وإدارات عامة في عدد من المحافظات المحررة لتسهيل خدمة المواطنين في إمام معاملاتهم.
قمنا أيضاً بالتعاون مع وزارة الداخلية ومصلحة الهجرة والجوازات باعتماد مراكز اصدار آلي للجوازات في عدد من البعثات الدبلوماسية لم تكن متواجدة فيها في السابق خاصة بعد تزايد أعداد المغتربين اليمنيين في الدول مقر السفارات، وعلى المستوى الداخلي نحن بصدد إعادة ترتيب الديوان واعتماد الدوائر المختلفة للقيام بأعمال الديوان على أكمل وجه خاصة في هذه الظروف الاستثنائية.. كما ان المغترب اليمني يحظى باهتمام بالغ من قبل بعثاتنا في الخارج، وهناك توجيهات عديدة لبعثاتنا بتسهيل التعامل مع المغترب.
أنا نفسي ابن أحد المغتربين وأعي تماماً المشاكل التي يعاني منها المغترب اليمني وسنفعل بشكل أكبر إمكانيات تسهيلات المغترب اليمني في الدول المختلفة.
الإعلام والمعركة الراهنة
» المعركتان السياسية والعسكرية متلازمتان ولا يمكن لأحدهما أن يحقق النجاح بمنأى عن الأخر، لكن لا يمكنهما ان يشكلا ضغطا قويا ويحققا نتائج إيجابية مالم تسندا وبوتيرة عالية إعلاميا وتحشد لهما كل الطاقات في هذا المضمار ..هل انت معنا في هذا الرأي؟
«« هناك مقولة تقول: إن الإعلام والدبلوماسية وجهان لعملة واحدة .. ونحن نؤمن بشكل كبير بالدور المهم الذي يلعبه الإعلام في التأثير على الرأي العام ومقدرته على خلق وجهة نظر مؤيدة أو معارضة لقضية ما، وأنا مقتنع تماماً بأن الإعلام سلاح قوي ومؤثر.
كلنا نعلم التجريف الذي حصل للمؤسسات الإعلامية للدولة ومنها صحيفتكم الغراء (26سبتمبر) وسيطرة المليشيات الانقلابية عليها وتحويل مسارها لخدمتهم إعلامياً، لكنكم استطعتم أن تعيدوها بشكل يتناسب مع ظروف الحرب وإمكانياتكم، وكذلك الحال مع المؤسسات الإعلامية الاخرى المرئية والمسموعة والمقروءة؛ بذلت هذه المؤسسات جهداً كبيراً “عايشناه” في العودة إلى الساحة الإعلامية.
ونحن في الخارجية بذلنا جهداً كبيراً لإيقاف المؤسسات الإعلامية المسيطر عليها من قبل المليشيا الحوثية التي كانت تبث عبر القمر (النايل سات) وتم التعامل عبر بعثتنا في جامعة الدول العربية وتم ايقاف بثها لكنها عاودت البث عبر دولة اخرى بعد فترة من الزمن. لكنني الاحظ التحسن النسبي في المؤسسة الإعلامية الرسمية، كما لا نغفل الدور الكبير الذي لعبته المؤسسات الإعلامية في الدول العربية الشقيقة ولازالت في دعم الشرعية وقوات التحالف في مواجهة المليشيات الانقلابية وهي جهود تستحق التقدير.
خزان صافر
» فيما يتعلق بموضوع خزان صافر الذي يعد احد الاشكالات التي لا تواجه الأمن الوطني فحسب، بل والأمن الاقليمي للبحر الأحمر، والإرهابيون الحوثيون يرفضون دخول فريق الصيانة لإصلاحه ويتخذونه وسيلة تهديد.. لو تطلعونا عن آخر المستجدات وهذا الملف؟
«« خزان صافر يمثل تهديداً انسانياً واقتصادياً وبيئياً لبلادنا وللدول المطلة على البحر الأحمر بعد توقف عملية صيانته منذ العام 2015م وقد تبنت وزارة الخارجية إيصال هذه الرسالة إلى العالم نتج عنها عقد جلسة خاصة عقدها مجلس الأمن منتصف العام الماضي وتم تكليف فريق فني من الأمم المتحدة لمعالجة وضع الخزان ، لكن المليشيات الحوثية لازالت تعيق جهود عملية وصول الفريق الفني لمعاينة وصيانة الخزان واستخراج النفط منه، نعلم جيداً ان المليشيات الحوثية لا تهتم بالأثار التي قد تنجم عن انفجار الخزان، بقدر ما تهتم باستغلاله للابتزاز السياسي المقيت.
إيران والمليشيا الحوثية
» أكدت مجريات الأحداث على الساحة الوطنية والإقليمية العلاقة الوطيدة التي تربط إيران بالمليشيات الحوثية ودعمها اللامحدود لهم سواء بالخبراء أو السلاح، ومؤخرا عينت سفيرا لها لديهم..
– أنتم في الحكومة كيف تنظرون إلى التدخلات الإيرانية السافرة بالشأن الداخلي اليمني؟ وسياسيا ماذا يعني تعيين إيران سفيرا لها في العاصمة المختطفة صنعاء وحضوره كل فعالياتهم؟
«« يوماً بعد يوم يتضح للعالم أجمع العلاقة المشؤومة بين إيران ومليشيات الحوثي الانقلابية وما ينتج عنها من تهديد للأمن والسلم الدوليين.
إن استمرار إيران في دعم هذه المليشيات ما هو إلا تأكيد على التدخلات السافرة لإيران في بلادنا والمنطقة وادعاءً باطلاً بدعم فئة أو طائفة من المجتمع اليمني الذي كان متعايشاً لمئات السنين دون وجود أية نزعة طائفية او مناطقية.
تظل إيران صاحبة الطموح الاكبر في محاولة توسعها في المنطقة على حساب استقرار وأمن الشعوب الرافضة لفرض مبدأ التدخل في السيادة الوطنية للبلدان، نعلم جميعاً أهداف إيران في السيطرة على المياه الدافئة الممتدة من مضيق هرمز إلى باب المندب هذه السيطرة المأمولة من قبلها ستتيح لها السيطرة على أهم خطوط الملاحة البحرية وفرض تواجدها في الممرات الدولية لخطوط التجارة الدولية مما سيعطيها افضلية كبرى في المكانة الدولية، هذه الأفضلية تسعى إليها إيران بطرق دعم المليشيات الحوثية لإحداث حالة من الفوضى وعدم الاستقرار وتقويض اعادة بناء الدولة لتتمكن من هذه السيطرة، كما أن إرسال إيران للإرهابي أيرلو إلى العاصمة المحتلة صنعاء بمثابة حاكم عسكري دليل أكيد على السيطرة الإيرانية المستمرة على المليشيات الحوثية.
اتفاق ستوكهولم
» فيما يتعلق بملف اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة.. الحوثيون يواصلون انتهاكاتهم وقصفهم المستمر للقوات المشتركة هناك ومنازل المواطنين ومزارعهم.. أنتم في الحكومة الجديدة هل ستتقبلون بقاء هذا الواقع كما هو عليه أم ستكون لكم كلمة تضعون فيها حدا لهذه الإشكالية؟
«« نحن دوماً دعاة سلام .. وقبولنا بإجراء مفاوضات ستوكهولم برغم كل التعنت والإرهاب الحوثي كان حرصاً من الحكومة الشرعية على اعطاء فرصة للعالم ليعلم تعنت هذه المليشيا وما تمارسه من إرهاب وعدم رغبتها بالسلام وفخامة الرئيس كان الموجه لنا للقبول ببنود الاتفاق الذي لم ينفذ الحوثيون منه شيئاً بل انهم استعرضوا في مسرحية هزلية مسألة دور الاستلام والتسليم لبعض المنشآت فيما بينهم، لكنني أؤكد أن مرجعية المفاوضات كافة وأدبياتها تعد موروثاً مهما ً يتم الاستناد اليه في التوجه نحو احلال السلام في اليمن الذي نستمر في الدعوة إليه ولكن بناء على التزام الطرف الآخر الحوثي بالمحددات الوطنية والإقليمية والأممية لإحلال السلام والإستناد إلى القرارات الاممية الملزمة في أي مفاوضات قادمة ولاسيما القرار الدولي 2216.
الإرهاب الحوثي
» جرائم الحوثيين تكاد لا تحصى سواء في مناطق سيطرتهم أو في المناطق المحررة وآخرها ما حصل في مطار عدن ويحصل حاليا في الحيمة بمحافظة تعز ولم يكن من مواساة لأهالي الضحايا ورادع لهذه الجرائم غير الادانة محليا واقليميا ودوليا.. فهل سنظل ندين ونحذر ونتابع أم لديكم في الحكومة توجهات أخرى لوضع حدا لهذه الانتهاكات والجرائم؟ «« الإرهاب الحوثي في مناطق سيطرتهم تجاوز الحدود وأصبح يمثل كارثة إنسانية شملت رقعة كبيرة من الأرض اليمنية وتتزايد بشكل يثبت ان هذه المليشيات الإرهابية تتعطش للدماء ولا يوجد لديها ضمير رادع يحد من طموحها في التوسع والسيطرة وممارساتها البشعة تجاه المواطنين المدنيين العزل، والأحداث الأخيرة باستهداف مطار عدن والجرائم البشعة في محافظتي تعز والبيضاء تؤكد توجهها الدموي.
وبناء على تلك المعطيات كان لنا في الخارجية ولأشقائنا فاعلية كبيرة في الدفع لتصنيف المليشيات الحوثية جماعة إرهابية من قبل الولايات المتحدة الامريكية وما يترتب على هذا التصنيف من ملاحقات لأفرادهم دولياً وعقوبات على الجرائم التي ارتكبتها ولا زالت ضد الانسانية والتي لا تسقط بالتقادم.
شؤون المغتربين
» ضمت إليكم وزارة المغتربين وهناك قضايا وهموم ومشاكل كثيرة متعلقة بوضع المغتربين في دول الاغتراب ستواجهكم في هذا الملف .. أين وضعتموها في قائمة اهتماماتكم؟
«« كان ولا زال المغترب اليمني هو مركز الاهتمام الأول بالنسبة لوزارة الخارجية وبعثاتها المختلفة في البلدان؛ وهناك تواصل مستمر لاتمام هذه التسهيلات ودفع البعثات للقيام بدور متواصل في تحسين علاقة المغترب اليمني بالدول مقر عمل البعثات.
كان المغترب اليمني أحد المحددات المهمة في عملية افتتاح مقر البعثات الدبلوماسية إلى جانب المصالح الاقتصادية والسياسية، ولازال محور ارتكاز العمل القنصلي في البعثات هو المغترب اليمني..
أعلم مشاكل المغترب والاغتراب فأنا ابن أحد المغتربين، ووزارة الخارجية وشؤون المغتربين ستعيد ترتيب مكتب شؤون المغتربين في العاصمة المؤقتة عدن وبما يحقق مصلحة المواطنين.
الطلبة المبتعثون
«« فيما يتعلق بالطلاب المبتعثين خارج اليمن والإشكالات التي يواجهونها سواء فيما يتعلق بمستحقاتهم أو مع الجامعات المبتعثين اليها، إلى جانب ما يتعرضون له من إهانات في بعض السفارات كما حصل في العاصمة الروسية موسكو.. ما الحلول التي ستتخذونها إزاء ذلك؟
«« مشاكل الطلاب اليمنيين الدارسين في الخارج تمثل تحدياً حقيقياً للبعثات ولوزارة الخارجية ونحن نعلم جيداً حجم المعاناة التي يعيشها الطالب عند تأخر المساعدة المالية الممنوحة له من الدولة.
كانت الأمور في السابق تسير بسلاسة وتقر ميزانية وزارة التعليم العالي بناء على خطة مرسومة يحدد فيها اعداد الطلاب ودول تواجدهم والمؤسسات التعليمية التي يدرسون فيها والتاريخ المحدد لتخرجهم؛ هناك ” لائحة ” تحدد هذه المسائل لكن ظروف الحرب وعدم استقرار النظام المصرفي في اليمن نتيجة التلاعب الحوثي بالعملة جعل من مسألة إرسال المخصصات المالية لهم غير منتظمة مع مراعاة توجيهات فخامة الأخ رئيس الجمهورية ودولة رئيس الوزراء اللذين يوليان الطلاب في الخارج اولوية باعتبارهم ثروة المستقبل ، كما أن وزارة الخارجية تؤكد دوماً على بعثاتها بضرورة التعامل الإيجابي والجيد مع طلابنا في الخارج والتعاون معهم.
العلاقة مع التحالف
» كيف تقيمون العلاقة بين الحكومة اليمنية وقيادة التحالف بشكل خاص وبين اليمن ومحيطه الاقليمي بشكل عام في ظل الظروف الراهنة؟
«« ما يجمعنا وأشقاؤنا في التحالف هي الاخوة والدم والمصير المشترك، جميعنا نؤمن بأن مواجهة المليشيات الحوثية الإرهابية هو تحد مشترك لدول الاقليم وهوما لمسناه عند أشقائنا في دول التحالف وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، هذا الإيمان هو ما دفع الأشقاء في تحالف دعم الشرعية لمساعدتنا في دحر المليشيا الإرهابية ودعم قوات الجيش اليمني سعياً نحو تحرير بقية الاراضي التي يسيطر عليها الإرهابيون الحوثيون ومواصلة هذا الدعم في المرحلة القادمة اصبح ضرورة ملحة خاصة في ظل حكومة الكفاءات السياسية الحالية والتي تتطلع إلى مزيد من دعم التحالف لإنجاح مهامها.
أحلام وآمال
» في الأخير هل لنا أن نحلم بمستقبل أفضل ويمن جديد خال من المليشيا الإرهابية والفساد وسيطرة فرد أو جماعة أو جهة على البلاد بطولها وعرضها؟ وهل مخرجات الحوار الوطني التي اجمع عليها اليمنيون ستتحقق على الواقع؟
«« ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل .. حياتنا كلها قائمة على الأمل وعلى العمل؛ والأمل والعمل أمران متلازمان؛ إحداهما يحدد المسار والآخر يسعى لتنفيذه وصولاً إلى تحقيق الهدف المنشود، ونحن مؤمنون بأن القادم سيكون أفضل، وستتخلص بلادنا من هذه المليشيات بفضل تكاتف أبناء الوطن أجمع، وبدعم من الاشقاء، وسيكون هنالك يمن جديد يتساوى فيه الناس جميعاً، محققين أهدافهم وطموحاتهم تحت مظلة اليمن الأسمى.
في الأخير نشكركم معالي الوزير على سعة صدركم ونتمنى لمعاليكم التوفيق والنجاح في مهامكم.
شكراً جزيلاً .. ونتمنى لصحيفتكم الغراء المزيد من التألق والنجاح.