-->
[caption id="attachment_2240" align="alignnone" width="400"] عارف أبو حاتم متحدثاً للزميل فهد العجلان نائب رئيس التحرير[/caption] عارف أبو حاتم متحدثاً للزميل فهد العجلان نائب رئيس التحرير الخميس 05 يوليو 2018 حاوره - فهد العجلان - نائب رئيس التحرير: قال المستشار الإعلامي للسفارة اليمنية في الرياض عارف أبو حاتم: إن مبادرة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث أرادت أن تقدم العربة على الحصان وتتحدث عن حكومة وطنية قبل عملية تسليم الانقلابيين الحوثيين السلاح.. ودعا المجتمع الدولي إلى ألا يوفر الغطاء السياسي لميليشيا الحوثي الإرهابية. كما أشار عارف أبو حاتم إلى أن إيران تدعم الحوثيين لسنوات عبر غطاء تجاري ومرافق خدمية. وأكد أبو حاتم أن الحوثيين عمدوا إلى وضع حاويات وحواجز ترابية على الطريق الرئيس لمحافظة الحديدة كإجراء هو في ظاهره لمنع الجيش اليمني من التقدم، بينما الهدف الحقيقي منع المدنيين من أهالي المحافظة من مغادرتها لإبقائهم كدروع بشرية لعرقلة تقدم الجيش، لافتاً إلى أن الإنقلابيين الحوثيين لا يرون في الحديدة سوى ميناء يؤمن لهم دخول المشتقات النفطية والأغذية وكذلك الأسلحة والقطع التي تستخدم في تصنيع الصواريخ وطائرات الدرونز والألغام البحرية وغيرها من الأسلحة، كما أنه بالنسبة لهم نقطة عبور لدخول العناصر الإيرانيين وعملائهم من عناصر حزب الله. وقال أبو حاتم في حوار مع «الجزيرة»: إن التحالف العربي لدعم الشرعية والحكومة اليمنية اطلقت عملية النصر الذهبي من جانب إستراتيجي يعتمد على ضرورة تحرير الحديدة انطلاقاً من الميناء لمنع تدفق الأسلحة التي تأتي للحوثيين وقطع الطريق أمام استقبال ومغادرة الخبراء الإيرانيين الذي يتم عبر هذا الميناء، فضلا عن كون المورد المالي الأهم والأكبر للحوثيين، مستدركاً بأن التحالف العربي قد أخذ على عاتقه مسؤولية الضغط باتجاه وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، لا سيما وأنه ما يزال يتعامل مع هذه الجماعة باعتبارها شريكاً أساسياً في العملية السياسية وصنع مستقبل اليمن، عكس ما ينبغي أن يتم التعامل به معها كجماعة إرهابية، مستشهداً بأنه من المفترض أن تكون تجربة تحرير «المخا» مشجعة للمجتمع الدولي لدعم بسط نفوذ الدولة على الأراضي اليمنية. كما تطرق عارف أبو حاتم إلى الوضع المعيشي والاجتماعي الصعب الذي يعانيه اليمنيون في المحافظات التي شهدت حروباً وحصاراً من قبل الحوثيين، إذ تأتي محافظة تعز في المركز الأول على مستوى معاناة الأهالي فيها، تليها محافظة البيضاء، منوها في ذات الوقت بجهود المملكة العربية السعودية في دعم العمل الإغاثي والإنساني في بلاده ودور مركز الملك سلمان للإغاثة في تسيير الشاحنات الإغاثية المحملة بالأغذية والأدوية وكان آخرها ما وجه به مركز الملك سلمان للإغاثة بالأمس بتحريك 45 شاحنة إغاثية إلى محافظة الحديدة، وقد أعرب المستشار الإعلامي عارف أبو حاتم عن شكره لصحيفة الجزيرة على الاستضافة وقال إنها دائماً ما تعنى بأخبار اليمن وتوليها أهمية كبيرة، مبيناً أن هذا محل تقدير من أبناء الجمهورية اليمنية والسفارة والحكومة اليمنية.. فإلى الحوار:   النصر الذهبي وتباشير التحرير   * أطلق التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن قبل أسابيع عملية النصر الذهبي لتحرير الحديدة، مستنداً إلى إرادة أبناء اليمن في مستقبل مشرق لبلدهم بعد الفوضى التي أحدثها الانقلاب الحوثي واحتلال العاصمة صنعاء، فكيف تقرؤون الواقع الميداني في الحديدة على الأرض وتقاطعاته مع الحراك السياسي القائم من جهة المجتمع الدولي، والمساعي المبذولة في هذا الإطار؟.. وما هي المستجدات على مستوى الداخل اليمني في ظل المعطيات الجديدة على الأرض وتباشير التحرير؟   - رأى التحالف العربي ومعه الحكومة اليمنية أن تحرير الحديدة بات أمراً ملحاً وضرورياً لأسباب كثيرة، أولها: منع تدفق الأسلحة التي تأتي للحوثيين، ثانيا: قطع الطريق أمام استقبال ومغادرة الخبراء الإيرانيين الذي يتم عبر هذا الميناء، ثالثا: أنها المورد المالي الأهم والأكبر للحوثيين، والذي إن لم يكن من عائدات الميناء والجمارك والضرائب فهو من صفقات بيع المساعدات والمواد الإغاثية التي تصل إلى اليمن عبر الميناء من المشتقات النفطية والمواد الغذائية، حيث يعمد الحوثيون إلى سرقة هذه المعونات ومن ثم يبيعونها وهذا يعتبر مورداً مالياً استثنائياً، وبالتالي فإنه حين اتخذ التحالف العربي والحكومة اليمنية قرار تحرير محافظة الحديدة من قبضة الميليشيات الحوثية، انطلقوا في ذلك آخذين في الحسبان مراعاة الأوضاع الإنسانية للمدنيين، وهذا استغرق وقتاً أطول، وحين اقترب الجيش اليمني من المطار توقف عند قرية «منظر» بهدف حصار المطار وبالتالي الضغط على المجتمع الدولي ليضغط بدوره على الحوثيين لتسليم محافظة الحديدة سلمياً والإنسحاب منها بالكامل. [caption id="attachment_2241" align="alignleft" width="340"] المستشار الإعلامي عارف أبوحاتم أثناء الحوار[/caption] وأضاف عارف أبو حاتم: هنا تحرك المبعوث الأممي مارتن غريفيث وقدم إلى صنعاء للقاء الحوثيين وإقناعهم بضرورة الإنسحاب وتسليم الحديدة سلمياً، لأنه حتى القرار 2216 لا يزال يتعامل مع هذه الجماعة باعتبارها شريكاً أساسياً في العملية السياسية وصنع مستقبل اليمن، وذلك بعكس ما ينبغي أن يتم التعامل به معها كجماعة ميليشاوية إرهابية مكانها الطبيعي هو السجون وتنفيذ القوانين والأحكام الجزائية بحق أفرادها، وبدوره فقد تنبه التحالف العربي لهذه المسألة، وهي أنه إلى متى ستستمر مداهنة المجتمع الدولي بهذا الشكل وهو الذي ما زال يمنح الغطاء السياسي للحوثيين ليتحركوا عسكرياً، وعليه قرر التحالف العربي تحرير الحديدة بدء من المطار، حاصر قرية «المنظر»، وهنا ظل المبعوث الأممي مارتن غريفيث في صنعاء إذ لا يزال في صنعاء حتى هذه اللحظة منذ خمسة أيام، وقد فشل في إقناع الحوثيين بالإنسحاب من الحديدة، وفيما يتعلق بحصار مطار الحديدة ينبغي التوضيح بأن مطار الحديدة يقع ضمن حرم كبير يبدأ بمعسكر الدفاع الجوي ثم المطار العسكري ثم المطار المدني وبالتالي كان التقدم يسير ببطء ولكنه تقدم مستمر وبخطوات ثابتة حتى تم تحرير المطار بالكامل.   وبالحديث عن ميناء الحديدة تجدر الإشارة إلى أن مطار الحديدة يقع في الناحية الجنوبية باتجاه محافظة تعز، فيما يقع ميناء الحديدة في الناحية الشمالية باتجاه حرض وميدي والحدود السعودية، وما بين الميناء والمطار تقع المدينة والتي هي عاصمة المحافظة وتمتد من 10 إلى 11 كيلومترا على الساحل، وقد تم قطع طريق الإمداد الإسفلتي بين صنعاء والحديدة، وهو الذي كانت تنتقل عبره المجاميع المسلحة والتعزيزات والإمدادات المقبلة من صنعاء.   وهناك نقطة جوهرية ضمن عوامل بطء التقدم، تتركز في أن الحوثيين عمدوا إلى وضع حاويات وحواجز ترابية على الطريق المشار إليه.. مبيناً أن ظاهر هذا الإجراء «الخبيث» هو منع الجيش اليمني من التقدم، بينما الهدف الحقيقي من ورائه هو منع المدنيين الأبرياء من أهالي محافظة الحديدة من مغادرتها وبالتالي إبقائهم فيها كدروع بشرية، أيضاً ما عرقل عملية التقدم السريع هو الكم الهائل جدا من الألغام الأرضية. وفي يوم العيد تم نزع كميات مهولة من الألغام، وكان بعضها ما زال محمولاً على شاحنات وبعضها الآخر متروكاً على الأرض، الأمر بات محل تندر لليمنيين الذين كانوا يقولون بأن هذا «كعك عبدالملك الحوثي بمناسبة العيد»، ومصدر هذه الألغام منه ما هو إيراني الصنع لكن الغالبية منها تصنع في ورش في صعدة وفي ذمار وفي صنعاء، وقد بلغ الأمر بأنه حين تم تفجير حافلة للضباط التابعين للقوات الجوية عام 2014 م، وكان بينهم ضباط عراقيين ممن استقبلهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح في اليمن، وبتتبع الخلية الحوثية التي قامت بهذا العمل الإجرامي، تبين أن عمارة سكنية مكونة من خمسة طوابق خلف مطار صنعاء هي ورشة لصناعة الألغام.   الوضع الإنساني وأعمال الإغاثة   * حدثنا عن الوضع الإنساني في اليمن ومدى تحسنه لاسيما وأن الحديدة هي ميناء رئيس مهم لتدفق الإمدادات الإغاثية على الساحل الغربي في ظل وجود التحالف الآن وبداية الانفراج في هذا الشأن وما هي الصعوبات والعوائق التي تواجهها؟   - لا شك بأن المملكة العربية السعودية عودت اليمن والمجتمع الدولي أنها تنظر إلى اليمنيين جميعهم بعين واحدة، ولا يمكن أن ننسى بأن مركز الملك سلمان للإغاثة أرسل عشرات الشاحنات الإغاثية محملة بجميع أنواع المواد الغذائية والدوائية إلى محافظة صعدة التي هي وكر الحوثيين وحاضنتهم الرئيسية وفيها رأس الأفعى عبدالملك الحوثي وجماعته، وبالأمس وجه مركز الملك سلمان للإغاثة بتحريك 45 شاحنة إغاثية إلى محافظة الحديدة، وصدر في ذلك بيان رسمي، أما الخشية الآن هي في أن يسطو الحوثيون عليها وبيعها، انطلاقاً من أنهم يتعاملون مع الحديدة بوصفها الميناء فقط وليس بوصفها الأرض والإنسان وما يعانيه والجانب الخدمي الذي يحتاجه.   الوضع الاقتصادي وبسط نفوذ الدولة   * كيف تقيم الوضع الاقتصادي في اليمن ووضع المواطن اليمني في ظل تعطيل التنمية والافتقار إلى الخدمات نتيجة الانقلاب الحوثي على الشرعية؟   - من المفترض أن تكون تجربة تحرير «المخا» مشجعة للمجتمع الدولي لدعم بسط نفوذ الدولة على الأراضي اليمنية، فعندما تمكن الجيش اليمني من تحرير المخا مسنودا بقوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، تنفس الناس هناك عبق الدولة وعرفوا ماذا تعني ووجدوا الماء والكهرباء والغذاء والدواء والأمن والاستقرار بعد أن كانوا رهائن حرب لدى الحوثيين طيلة السنوات الماضية، بينما في المقابل نجد أن المناطق المسيطر عليها من قبل الانقلابيين الحوثيين هي مناطق عسكرة ويتم فيها نزع الأطفال والشباب من أهاليهم بالقوة ولمن لم يفعل ذلك فعليه أن يدفع مقابلاً مالياً يذهب لما يسمونه «المجهود الحربي». وبالتالي فإن تحرير ميناء الحديدة من قبل التحالف سوف يجفف منابع الدعم المالي للحوثيين وسيكون له دور مهم جدا في إعادة تطبيع الأمن والاستقرار في المحافظة التي يقطنها قرابة 3 إلى 4 ملايين نسمة، ومحافظة الحديدة سوف تمد الداخل اليمني بالكامل بالغذاء والمشتقات النفطية وكلها سوف يتم توزيعها على بقية الأهالي في المحافظات الغربية والشمالية بحضور الدولة وبإشراف أممي ولن يكون هناك نهب وسلب للمساعدات الإنسانية؛ وقد كان عبدالملك الحوثي يتحدث قبل أيام عن استعداد الحوثيين لوضع ميناء الحديدة تحت إشراف المجتمع الدولي، فيما يشكل نوعاً من الالتفاف على عملية التحرير التي تمت، بينما كان التحالف العربي والمجتمع الدولي وكذلك الحكومة الشرعية طيلة السنوات الثلاث الماضية، وهي تحاول إقناع عبدالملك الحوثي بتسليم ميناء الحديدة ليكون تحت إشراف أممي، فكان رده المستمر: بأن هذه مؤامرة من قبل الأمريكيين والتحالف. وبالتأكيد فإن المجتمع الدولي يعي جيداً ماذا كان يعني بقاء ميناء الحديدة بيد الميليشيات الحوثية، ولذلك فإنه وبعد أن تحرر الميناء ستصل المساعدات الإغاثية بكلفة أقل على الحكومة أو على التحالف، إذا ما أخذنا في الاعتبار أن كلفة شحن البضائع على السفن سوف تقل فيها الرسوم، لأن شركات الشحن الكبيرة تفرض حالياً رسوماً مبالغاً فيها بسبب أن هذه المنطقة منطقة صراعات وحروب.   تمويل إيراني بغطاء تجاري وخدمي   * ما هي مآلات الدور الإيراني في اليمن بعد تباشير النصر وقرب تحرير الحديدة بالكامل؟.. وما هي الخلفية التاريخية لهذا الدور وأبرز الأساليب التي انتهجتها طهران لمحاولة التغلغل في الداخل اليمني وإيجاد موطئ قدم لها في بلادكم بالتواطؤ مع أتباعها الحوثيين؟   - تحرير الحديدة سوف يكسر الذراع الإيرانية في اليمن إلى الأبد، مع ملاحظة أنه كلما اقترب النصر خرجت إيران بلغة أوضح تهاجم اليمن وتهاجم التحالف العربي، وقد تفاجأت الثلاثاء الماضي بأن محمد علي جعفري القائد العام للحرس الثوري الإيراني والذي كان يتحدث في جامعة طهران ليقول: إننا على أعتاب النصر في اليمن، وإن التحالف العربي سوف يمنى بالهزيمة.. وهنا أتساءل ألم يقولوا بأن وجودهم في اليمن هو وجود إنساني وسلمي ولا علاقة له بأي تدخل عسكري؟.. فلماذا تحتفي الصحف الإيرانية بـ عبدالملك الحوثي إلى هذا الحد؟.. كما تحتفي بحسن نصرالله في لبنان؟. وهذه هي خلايا إيران في المنطقة العربية.. وأعتقد أن كثيراً من القراء الكرام سيتذكرون أن هناك مقابلة لصحفية شهيرة جداً مع دبلوماسي إيراني كان يعمل ملحقاً ثقافياً في أبو ظبي ومن ثم فر إلى السويد، وأصبح لاجئاً سياسياً فيها وكان يتحدث خلال المقابلة عن وجود الخلايا الإيرانية في الخليج العربي وتمتد من شمال الكويت حتى جنوب اليمن، وجزء من هذه الخلايا الإيرانية ثقافي وجزء منها ديني وآخر اقتصادي. وفيما يخص الجانب الاقتصادي فقد عملت إيران في اليمن عبر هذا المدخل بخبث ومكر شديد، ومن ذلك ما اعترف به أحد تجار السجاد في اليمن وفق ما وثقته المخابرات اليمنية، بأنه كان يتم تسليم المفروشات القادمة من إيران له في اليمن دون أن يرسل المبلغ، وتقوم الحكومة الإيرانية بدفع قيمة السجاد في الداخل، بينما يدفع هو ما يفترض أنه قيمة السجاد للحوثيين مناولة، فيما يشبه شراكة تجارية في ظاهرها بين الحكومة الإيرانية والحوثيين كممثلين لليمن، والغرض هو الحصول على التمويل لتنفيذ مخططاتهم وأجنداتهم. ومن شواهد هذا التغلغل الاقتصادي المشبوه ما تم توريده من أموال ضخمه عن طريق «كاك بنك» لصالح الحوثيين وحتى خلال ثورة عام 2011م، وكذلك شركة مسكن عمران للمقاولات وكذلك المستشفى الإيراني الذي تم إغلاقه فيما بعد بتوصية من المخابرات اليمنية والذي كانت عائداته تذهب إلى الحوثيين بطرق تسليم مباشر ودون حاجة إلى القنوات المصرفية لكي لا تكون العملية مكشوفة. والأخطر من ذلك أيضاً أن المبنى المستأجر لهذا المستشفى كان يبعد أمتارا قليلة عن المقر الرئيس للمخابرات اليمنية، الأمر الذي يمكنهم من التنصت أو اختراق المبنى بغرض التجسس أو فعل شيء ما.   تجويع اليمنيين لصالح «المجهود الحربي»   * كيف هو الوضع الاقتصادي للحوثيين لا سيما وأن مواردهم تذهب لما يسمى «المجهود الحربي» باعتبارهم مستولين على مؤسسات الدولة والمرافق والخدمات؟.. وأين تتركز الحالات الأكثر صعوبة على المستوى المعيشي والاجتماعي في البلاد؟   - هذه الجماعة الحوثية نهبت 5.2 مليارات دولار هي كامل الاحتياطي للجمهورية اليمنية في البنك المركزي وما تزال حتى اليوم تأخذ الضرائب والرسوم الجمركية خاصة من كبار المكلفين مثل شركات الاتصالات والنفط وغيرها كشركات الأدوية وشركات السياحة وما تزال الجماعية الحوثية تسطو على ميناء الحديدة، وهناك جوانب أخرى تحتل المرتبة الأولى في إيرادات الحوثيين وهي المشتقات النفطية، فالنفط المستورد باسم شركات النفط اليمنية أو حتى المقدم من التحالف العربي يؤخذ بسعر الصفيحة سعة 20 لتراً بسعر 2.500 ريال يمني، بينما يتم بيعه في السوق بسعر 7.500 ريال، وفي بعض المناطق بـ 5.500 ريال بواقع ضعفين إلى 3 أضعاف السعر، وهذه كلها تذهب لصالح الحوثيين، وهناك من قدرها بحوالي 10 ملايين دولار يومياً ومصادر أخرى قدرتها بـ3 إلى 5 ملايين دولار يومياً، وفي الحالتين فإن العائدات المالية على الحوثيين كمعدل يومي تعتبر مهولة جداً. أضف إلى ذلك قطاع الاتصالات وهو قطاع مربح جداً. وتأكيداً على ذلك فقد انتشر مقطع فيديو لوزير الاتصالات في حكومة الإنقلابيين وهو يتحدث عن جهوده في جنيف وفي أمريكا والصين، وأنه التقى بالسفير الصيني وحدثه متسائلاً عن سبب إنشاء شركة لتقديم خدمات الإنترنت في عدن وهي التي دشنها الرئيس هادي قبل يومين، وهذه الشركة حين تكون المشغل للإنترنت في المحافظات الجنوبية إضافة إلى شركات الاتصالات التي سترتبط مع هذه الشركة، فإن توريد العائدات من هذا القطاع سيتجه إلى البنك المركزي في عدن وبالتالي يتم تجفيف مورد مالي ومهم للحوثيين. وكان هناك بالأمس خطاب فضائحي لعبدالملك الحوثي قال فيه إن صرف الرواتب يتم من ميناء الحديدة، بينما يعلم الجميع أن الرواتب متوقفة منذ سنتين، وقال إن ميناء الحيدة يزود المستشفيات بما تحتاجه، والجميع يعلم بأنه إذا لم تتوفر مساعدات إغاثية لمستشفيات الحديدة من المجتمع الدولي فلا أحد يقدم لها شيئاً، كما قال بأنه يتم تقديم مساعدات لأبناء الحديدة من عائدات الميناء والجميع يعلم أنه حين دخلت بعض مديريات الحديدة في حالة مجاعة مثل مديرية «تحيتا» التي تداعى لها المجتمع الدولي كله لتقديم المساعدات.. شاهدنا صوراً ومقاطع فيديو لمشرف حوثي يدخل المدارس ويخطب في الأهالي طالباً منهم دعم «المجهود الحربي» في تلك اللحظة، يطلب المساعدات من أناس مات أبناؤهم من الجوع.   أما الحالات الإنسانية الأكثر صعوبة على المستوى المعيشي والاجتماعي تتركز في المحافظات التي شهدت حروباً وحصاراً من قبل جماعة الحوثي الإرهابية، حيث تأتي محافظة تعز في المركز الأول على مستوى معاناة الأهالي فيها، تليها محافظة البيضاء.. مؤكداً أنه تم قبل فترة احتجاز شاحنات تحمل أدوية لعلاج السرطان وأدوية السكري وأدوية الفشل الكلوي وبعض الأجهزة الطبية، حتى أن بعضها أتلفت حمولتها من الأدوية بفعل الحرارة.. أما الشاحنات التي كانت محملة بالأدوية الغذائية وعددها 63 شاحنة فظلت غرب محافظة تعز ولم يسمح لها بالدخول لأكثر من شهرين.   مستقبل اليمن والدولة الضامنة الكافلة   * ما هي الأفق المستقبلية لحل الأزمة اليمنية لاسيما في ظل وجهة النظر الدولية التي ما زالت ترى في الحوثيين شريكاً في العملية السياسية وفي صنع مستقبل اليمن ومع تعنت الحوثيين والتفافهم على أي اتفاقات أو مفاوضات مع الحكومة الشرعية، وأثر التطورات الميدانية الأخيرة بانطلاق عملية النصر الذهبي وتحرير ميناء الحديدة والمطار كمقدمة لزحف الجيش اليمني إلى صنعاء؟   - لا يمكن حل لمستقبل اليمن إلا بوجود دولة ضامنة وكافلة، دولة تحتكر القوة والسلاح ويعمل الجميع تحت سقفها كأحزاب سياسية محمولة على برامج سياسية.. وللأسف إن مبادرة غريفيث أرادت أن تقدم العربة على الحصان وتتحدث عن حكومة وطنية قبل عملية تسليم السلاح، فعلى الأقل يجب أن تكون هناك أرضية صلبة تقف عليها الدولة وتتمثل في تسليم السلاح بالكامل والانسحاب من المحافظات والخروج من مؤسسات الدولة وإطلاق الأسرى والمعتقلين بالكامل، وهذه النقاط الأربع كانت مطالب الوفد الحكومي في مشاورات الكويت مع المبعوث الأممي السابق ولد الشيخ أحمد، وكانت هناك انفراجه تتمثل في إطلاق سراح 50 % من المعتقلين قبيل شهر رمضان، إلا أن الحوثيين رفضوا، بل وقال من هو اليوم رئيساً لما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى للانقلابيين مهدي المشاط حينها لولد الشيخ: لا أعترف بك ولا بقرارات الشرعية الدولية، وقبله رفضوا خلال مشاورات «بيال» في سويسرا طلب ممثل الصليب الأحمر أن يسمع أصوات الأسرى المنصوص عليهم في القرار الأممي 2216 عبر الهاتف، واليوم ومع الانتصارات المتقدمة في الساحل الغربي تبدو الجماعة الحوثية مهرولة نحو الأمم المتحدة باحثة عن أيّ حل سياسي قبل عملية تسليم السلاح وهو ما يعني أن الطرف الشرعي سيجلس على طاولة الحوار وهو يملك أوراق قوة ويستطيع أن يملي شروطه أمام جماعة منكسرة ومهزومة.. وما نتمناه من المجتمع الدولى أن لا يوفر الغطاء السياسي لهذه الجماعية الإرهابية.