في ندوة للسفارة اليمنية بالرياض.. مسؤولون وباحثون يؤكدون عظمة أهداف ومبادئ ثورة 26 سبتمبر
الرياض - سبأنت:
أكد وزير الإعلام معمر الإرياني إن الذكرى السادسة والخمسين لثورة سبتمبر المجيدة تمثل تجديدًا للروح اليمنية الثائرة ضد النظام الاستبدادي الكهنوتي البغيض بعد أن أسهمت مليشيا الحوثي الانقلابية الحوثية في إعطاء سبتمبر مدلوله العميق بوصفه ثورة ضد الظلم والطغيان.
وفي الندوة التي نظمتها سفارة بلادنا لدى المملكة العربية السعودية - الملحقية الإعلامية برعاية وزير الإعلام معمر الإرياني، وسفير بلادنا لدى المملكة الدكتور شائع الزنداني، بعنوان: "سبتمبر.. ثورة مستمرة في وجه الكهنوت" قال الوزير الإرياني إن ثورة سبتمبر كانت الخلاصة الخالصة لكل نضالات الشعب اليمني ضد الكهنوت وما يحمله من مشروع كسيح يستنزف طاقات الشعب ويجعله في هامش الإسهام الحضاري.
وأشار إلى أن أجيال سبتمبر وأكتوبر متمسكة بمبادئ الثورة اليمنية الخالدة التي يحق لليمنيين الاحتفاء بها وجعلها محطة هامة لقراءة ميراث الأحرار الذين صنعوا ذلك اليوم العظيم، ومحطة لشحذ الهمم ومراجعة الولاء ولم الصف وصولاً إلى اللحظة المنشودة التي نحتفل فيها بذكرى سبتمبر المجيد في العاصمة صنعاء وقد انزاح عن اليمنيين الكابوس الذي جثم على صدورهم ونغص معيشتهم منذ 21 سبتمبر 2014 المشئوم.
وجدد الوزير الدعوة إلى الالتفاف وراء القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية الذي لن ينسى له التاريخ موقفه الصلب ضد عودة المشروع الكهنوتي الرجعي ورفضه الحازم لكل الضغوطات التي مارسها الانقلابيون عليه.
من جانبه قال المستشار الإعلامي في سفارة بلادنا لدى المملكة عارف أبوحاتم، إن عبدالملك الحوثي لم يشذ قيد أنملة عن نسق أجداده الأئمة، ويسير على خطاهم في معادة مصادر التنوير من مدارس وجامعات ومراكز علمية، ويراها خصمه اللدود، وحيثما حل فجر المدارس والمساجد وعسكر الجامعات، ورأى في المتعلمين ودعاة الحرية أعداء وجب قتلهم والتنكيل بهم.
وأشار إلى المنجزات العظيمة لثورة سبتمبر المجيدة التي حملت معها الجامعات والمدارس والطرقات والكهرباء والمياه والتنمية، وعرف العالم شيء اسمه اليمن، وعرف اليمنيون شيء اسمه العالم.
[caption id="attachment_2372" align="alignleft" width="400"] جانب من الدوة[/caption]
وأوضح أن ثورة سبتمبر جاءت وعدد المدارس صفر، والكهرباء لم تعرف البلاد بعد، باستثناء مولد كهربائي صغير قدمته البعثة الروسية بالحديدة لسيف الإسلام الحسن، مقابل السماح لها بالدخول، وكان آلاف اليمنيين يقضون سنوياً بأبسط الأمراض، وقواتنا المسلحة تعرف بالجيش الحافي، وكل طيران اليمن هو ثلاث طائرات صغيرة "شبام وظفار وبلقيس" خاصة بالإمام وأفراد أسرته، وتجارتنا الخارجية هي استيراد الشموع وزيت الكيروسين، ولا شيء يدل على توجه سياسي أو إنساني جاد لدى الأسرة الحاكمة لبناء الدولة، والشيء الوحيد الذي كان ينتشر في كل اليمن هو السجون والقيود الحديدية المرعبة، وخرافات الإمام وقدرته على التحكم بالجن وحبس المردة منهم.
وقدم وكيل وزارة الإعلام الدكتور عبده سعيد مغلس، ورقة عن "جهود القيادة الشرعية في استعادة الدولة اليمنية المختطفة من عصابات إيران وتحقيق الأمن والاستقرار" قال فيها إن فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لديه مشروعه الخاص للإنقاذ، ويحتاج للشعب اليمني ليقف معه فيه فهو مشروعه التاريخي، فلم يكتف بالمبادرة والتوافق بل عمد إلى أخذ التفويض الشعبي عن طريق الانتخابات، ولهذا كان وصول الرئيس هادي للرئاسة صدمة للمشروع الإمامي والقوى المتحالفة لم تكن في حساباتهم.
وأضاف إن "حكمة الرئيس هادي تجلت في إخراج مشروع مؤتمر الحوار الوطني والذي حقق نجاحاً استثنائياً رغم محاولات إفشاله، ثم سعي الرئيس هادي إلى تحصين مخرجات الحوار الوطني بدستور يرعى ويحمي مشروع الدولة الإتحادية بأقاليمها الستة".
ودعا وكيل وزارة الإعلام الجميع إلى الالتفاف مع الرئيس هادي وشرعيته من أجل مواجهة المشروع الصفوي الإيراني الساعي للهيمنة على اليمن وممرات التجارة الدولية والطاقة في المنطقة، وهو ما سيمثل العبوة الناسفة لأمن واستقرار المنطقة العربية بكاملها.
بدوره قال وكيل وزارة الإعلام نجيب غلاب، إن المشروع الحوثي سعى إلى تقسيم اليمنيين إلى طبقتين، وبهذا ألغى فكرة المواطن المتساوية، وإلغاء من سيحمي اليمن من هذا التمزيق والتفريق وهو المؤسسة العسكرية والأمنية التي يمكن لها أن تحمي الحقوق والحريات والمكتسبات التاريخية.
وفي ورقته عن الانقلاب الحوثي الإيراني وما ترتب عليه من تجريف مؤسسات الدولة، قال غلاب إن ثورة سبتمبر انتجت مؤسسة عسكرية وأمنية ومجتمعاً ديمقراطياً متعدد الخيارات السياسية، دون التفكير بترميم البيت الإمامي الكهنوتي من الداخل، بل خلقت تغييراً جذرياً، وأصبح ابن الفلاح حاكماً ومتعلماً ومتقدماً على كثيرين غيره، وفقاً للكفاءة والقدرات الشخصية.
وأشار إلى إن انقلاب 21 سبتمبر كان نتيجة خيانة ونخر لمؤسسات الدولة منذ سنوات طوال وليس حالة طارئة، لكن الوعي التراكمي الكبير لدى الأجيال الذين انتجتهم ثورة سبتمبر المجيدة كفيل بإنهاء ودحر الانقلاب الحوثي الايراني.
واعتبر غلاب الحركة الحوثية خطراً على الجزيرة العربية لما لها جذور اثناعشرية وامتداد للفكر الشيعي بمضامينه الدينية وأذرعها العسكرية وخبرته الطويلة في خلخلة الأنظمة واستنزافها بحروب وصراعات وفتن داخلية.
وقدم الباحث والمحلل العسكري السعودي العميد حسن الشهري ورقة عمل عن "دور التحالف العربي في دعم الشرعية اليمنية وتثبيت دعائمها على الأرض" أكد فيها أن العمليات العسكرية لعاصفة الحزم كانت إحدى ركائز العمل السياسي بعد أن قدمت المملكة العربية السعودية كامل جهودها منذ المبادرة الخليجية، وصولاً إلى القرار 2216 من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن وإلغاء الانقلاب الارهابي الحوثي وما ترتب عليه.
وأشار إلى أن عاصفة الحزم قامت من أجل هدف واحد هو إنهاء الانقلابي الحوثي الذي تم اتخاذ قراره في طهران من أجل تفكيك اليمن، وإيذاء كامل دول الخليج.. مؤكداً إصرار التحالف العربي على استعادة الشرعية اليمنية والحفاظ على اليمن قوياً موحداً مستقراً.
وقال الشهري إن القيادة العليا في التحالف العربي ستعمل من أجل إنجاح خطة بناء المستقبل اليمني، وإنشاء جيش وطني ولاءه الكامل للوطن، فضلاً عن الدعم الإنساني من كركز الملك سلمان للإغاثة والذي صنع تحولات على مستوى المنطقة في العمل الإنساني.
وتمنى أن يأتي اليوم الذي يكون فيه اليمن عضواً كاملاً في مجلس التعاون الخليجي وشريكاً فاعلاً في بناء منظومة خليجية قوية لها دورها وتأثيرها على مستوى العالم.