الملحق الإعلامي عارف أبوحاتم لـ"الجزيرة": لولا تدخل الملك سلمان لنصب لنا الحوثيون المشانق في البيوت والطرقات
[caption id="attachment_1705" align="alignnone" width="400"] الملحق الإعلامي د.عارف أبوحاتم أثناء حديثه للزميلين فهد العجلان نائب رئيس التحرير وجاسر الجاسر مستشار رئيس التحرير[/caption]
«الجزيرة» - سامي أبونيان:
ثمَّن الدكتور عارف أبو حاتم الملحق الإعلامي بسفارة الجمهورية اليمنية لدى المملكة دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - للشرعية في بلاده ممثلة في فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية، لافتاً إلى أنه «لولا تدخل الملك سلمان لكان الحوثيون قد نصبوا لنا المشانق في البيوت وفي الطرقات، ولكانت النخبة السياسية لليمن ورجال الدولة الحقيقيين قد أعدموا»، مستذكراً في هذا الصدد الخطاب التاريخي لنائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز أمام مشايخ القبائل اليمنية حين تحدث عن اليمن ومكانته التاريخية وأنه أصل العروبة، وأننا كلنا لليمن واليمن كلها لنا، وأن أمن اليمن واستقرارها هو من أمن واستقرار المملكة والمصير الأمني هو مصير مشترك، وما انطوى عليه ذلك الخطاب من نوايا أكثر من صادقة وقوية بأن المملكة العربية السعودية اتخذت طريقها في اليمن وتعرف الوجهة جيداً، وهي استعادة كامل الشرعية اليمنية.
وقال الدكتور عارف أبو حاتم الذي زار مقر صحيفة «الجزيرة» والتقى نائب رئيس التحرير الزميل فهد بن عبدالله العجلان والزميل جاسر بن عبدالعزيز الجاسر مستشار رئيس التحرير: إن مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية تعاطى مع القضايا الإنسانية بعيداً عن الصراع السياسي والعسكري، ولم يفرق في إرسال شاحنات الغذاء والأدوية بين صعدة معقل الانقلابيين الحوثيين أو غيرها من المحافظات الأخرى لأن بها مواطنون أبرياء عزل، كما قدم المركز حتى الآن 33 مليون دولار لمكافحة الكوليرا... فإلى تفاصيل اللقاء:
* جميعنا يعلم مأساوية المشهد اليمني وما تسبب فيه «المخلوع» صالح ومن معه من عصابات الحوثي الانقلابية في زعزعة الأمن ونشر الفوضى والدمار وتفشي الأمراض والأوبئة، وإراقة الدماء والعبث بالمقدرات .. نريد أن تحدثنا عن مستجدات الأوضاع الراهنة، انطلاقاً من الأمل برؤية غد أكثر إشراقاً؟
- اليمن يعيش حالة تداعيات، فحينما تطرقنا للجانب التاريخي عند خروج علي عبدالله صالح من السلطة خرج محملاً بشهوة الدم وشعور المنتقم، لذلك رأى في جماعة الحوثي المطرقة المناسبة التي يمكن أن يكسر بها رؤوس خصومهم فمدهم بالسلاح والمال والرجال من خلال هذه القوة والعضلة الحوثية استطاع أن يضرب (آل أحمر) واستطاع أن يضرب (حزب الإصلاح) واستطاع أن يضرب القبائل التي خرجت ضده وخاصة في حاشد وعمران واستطاع أن يضرب الكثير من القوى، وتبين أخيراً أن نصيب الأسد من الوجع تحمله النظام الجمهوري والشعب اليمني بأكمله، وللأسف .. الجديد أن صالح ترك في الداخل، فيما تراخت القوى السياسية في هذا الجانب، حيث كان يجب عزله من الحياة السياسية تماماً، وكان يجب أن يسلم السلطة بالكامل، وكان يجب أن يكون هناك اشتراط في المبادرة الخليجية بمغادرته البلاد، ولكن بقاءه في الداخل مثّل وجعاً كبيراً واستطاع إغراء الحوثيين ويقول لهم «أنا حكمت بما فيه الكفاية ولا أتمنى العودة إلى السلطة، أنا كبير في السن الآن، هناك جيل قادم من الشباب الحوثي من حقهم أن يعبروا عن آرائهم»، فلذلك حتى الحوثي خان شباب الثورة (كان هناك جماعة حوثية داخل مخيمات شعب الثورة هذا الوجه السلمي الذي كان للحوثي في الثورة، أما الوجه العسكري والعنيف كان هو الذي في الجبال وكان يطعن في عاهم في حجة وكان يطعن في الجوف).
* أريد له الانتصار من قبل من؟
- كان للغرب دور كبير في هذا الانتصار، وفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي كان واضحاً في هذا، وقال: «هناك أربع دول تهدد بقصف السلفيين في دماج بالطائرات لأنهم يعتقدون أن هناك شكوكاً لمحاضن للقاعدة والإرهاب لذلك أريد للحوثي الانتصار مقابل كسر نهائي للسلفيين ومغادرة دماج وكانت مسألة تهجير طائفي تقريباً هو الأول من نوعه في تاريخ اليمن، وجاء بعدها عمران بحجة تغيير المحافظ وقد قتل اللواء القشيبي وسقطت عمران وهي تعتبر البوابة الشمالية للعاصمة صنعاء. وبعدها تحت العنوان نفسه ضرب الإصلاح والزنداني وهادي محسن وجامعة الإيمان وتم من خلالها اقتحام العاصمة صنعاء بقوات علي عبدالله صالح «الحرس الجمهوري»، ثم تداعت المسألة بشكل سريع جداً. والرئيس هادي تكلم بوضوح، حيث قال «قدم لي صالح الصماد لـ 125 اسماً يريدهم أن يكونوا نواباً ابتداءً من نائب رئيس جمهورية ونائب رئيس وزراء ونواب في جميع الوزارات ونواب المحافظات ونواب مديري العموم (ولاحظ أنهم يطلبون نائباً ولا يطلبون الصف الأول حتى لا يتحملوا أي مسؤولية عندما يديرون الأمور وهم بالخلف)، بعدها الرئيس هادي تقدم باستقالته ووُضع تحت الحصار وهو رجل ناضل نضالاً حقيقياً وقدم أدواراً بطولية، وعندما وُضع تحت الحصار تمكن من النجاة والخروج إلى عدن، وبعدها لاحظنا أن الطائرات تقصف قصر المعاشيق في عدن. ومما يجب أن يقال لولا تدخل الملك سلمان لكان الحوثي قد نصب لنا المشانق في البيوت وفي الطرقات ولكانت النخبة السياسية لليمن ورجال الدولة الحقيقيين قد أعدموا إن لم يكونوا في السجون كما هو حال الآن وزير الدفاع وغيرهم من الناشطين والحقوقيين. وحالياً يعرف الجميع أن هناك مدارس وملاعب كرة قدم حولت إلى سجون بفعل السلوك الإرهابي العنيف للجماعة الحوثية.
* هناك قضية مثيرة للريبة حول دور المجتمع الدولي وبالذات الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في تثبيت الوضع ودعم استمراريته ومنع القوى القادرة سواء اليمنية أو الإقليمية من إنهاء الانقلاب ومنع استمرار سيطرة الانقلابيين على اليمن؟ فكيف تقيمون هذا الدور وما منطلقاته وأبعاده من وجهة نظركم؟
- لن أقول عن الإدارة الأمريكية السابقة أو الحالية إلا ما قالته هي عن نفسها، هذا حين تحدث السفير الأمريكي إذ قال بوضوح «حين كنا نسلم أسلحة حديثة للحرس الجمهوري كنا نأخذ اشتراطات من علي عبدالله صالح بعدم استخدامها ضد الحوثيين»، وقد كان هناك دور للأمريكيين في المؤتمر الوطني في اليمن، حيث ضغطت الإدارة الأمريكية باتجاه أن يكون للحوثيين 37 مقعداً في مؤتمر الحوار الوطني وهم قلة قليلة وكانوا لا يزالون محصورين في مديرية واحدة في صعدة هي مران، في مقابل ذلك على سبيل المثال كان السلفيون وهم الذين كانوا يحضرون في كل مديرية في اليمن لم تتجاوز عدد مقاعدهم الـ 7 مقاعد فقط ولم يحصلوا عليها إلا بعد اللقاء بالسفير الأمريكي نفسه، وهذه تعتبر معضلة أخرى.
أما بالنسبة للوضع بعد الحوار الوطني والنظر لمخرجاته، كانت جماعة الحوثي طرفها السياسي متواجداً في القاعات وطرفها الثاني العسكري في الوقت ذاته يقاتل في الجوف وفي عمران وفي عاهن في حجة وفي كشر وفي مناطق مختلفة من اليمن. وكانت الجماعات في الحوار الوطني يشترطون عليهم ويقولون كيف نحاور جماعة سياسية وهي لا تزال تحمل السلاح؟، ورد السفيران الأميركي والفرنسي حينها بأننا نريد ترويضها على العمل السياسي، ولكن جماعة الحوثي كانت جماعة عنيفة، وهي لا تملك قرارها بل قرارها بيد إيران بالكامل، وقد حدث ما حدث وتداعت الأمور سريعاً بعد ذلك، حتى هذه اللحظة لم تتخذ الإدارة الأمريكية أي إجراءات حازمة.
في 14 أبريل 2015 صدر القرار الأممي 2216 وهو القرار تحت الفصل السابع، كان هذا القرار يدعو الجماعة الحوثية إلى الانسحاب من المحافظات وإطلاق الأسرى والمعتقلين وتسليم الأسلحة والخروج من مؤسسات الدولة، وقد قال بان كي مون الأمين العام السابق لهيئة الأمم المتحدة بعد صدور القرار إنه «إذا لم يتم تنفيذه خلال 10 أيام لا تزيد فإن مجلس الأمن سوف يعمل على تنفيذه».. وهذا ما لم يحدث. وبالتالي فإن جماعة الحوثي استوفت جميع الشروط لتكون جماعة إرهابية وتجاوزت داعش والقاعدة، ومع ذلك ما زال المجتمع الدولي يعتبرها جماعة سياسية!.
* الآن القوات الشرعية على أسوار العاصمة صنعاء والطريق أمامها مفتوح.. هل هنالك ضغوط بالذات من الولايات المتحدة الأمريكية بعدم دخول صنعاء والحديدة؟
- نعم بالضبط هناك ضغط أمريكي بعدم الدخول إلى صنعاء حتى لا تراق الدماء وهناك ضغط بعدم الدخول لصنعاء لأسباب عدة: إن أعداد الكتلة البشرية في صنعاء أصبحت قرابة الأربعة ملايين بسبب أعداد النازحين لها مع شدة المعارك بالمحافظات الأخرى ويعتبرون درعاً بشرياً كبيراً للحوثي، أما الجانب الآخر هو الخوف من عمليات السلب والنهب والخراب الذي سيمارسه الحوثي في صنعاء، والخوف أيضاً من قيام الحوثي بعمليات تفجير وإطلاق للصواريخ وقتل المدنيين وتوجيه أصابع الاتهام للتحالف العربي أمام المجتمع الدولي. وأضاف: «أرى أن الخطة البديلة هو إطباق الحصار على جماعة الحوثي في صنعاء حتى تكون المحصلة هي سقوط عصابة الانقلابيين».
* مع معرفة المجتمع الدولي بوجود تهريب للصواريخ وغيرها للداخل من قبل الحوثي، هل هنالك قوى دولية تعمل على تثبيت الوضع الراهن وجعله أسلوب ضغط على قوى إقليمية معينة لابتزازها في مواقف معينة؟
لا أخفيك القول إن أخطر سيناريو أخشاه هو جوهر سؤالك، وهو أن تتحول قضية اليمن لقضية منسية إلى أن يضللنا المجتمع الدولي وأن تأخذ الحرب مساراً طويلاً يرهق التحالف العربي سياسياً وعسكرياً وأيضاً الشعب اليمني وستنزف الدولة من الداخل ونصل إلى مرحلة أن يكون هناك قرار أن نتوقف عند هذا الحد ونذهب للحل السياسي. وهذا ما لم يؤت ثماره مع الحوثيين، وخير دليل 100 يوم من مشاورات الكويت كان دائماً الحوثي يريد سلاماً بشرط أن يكون السلاح والمحافظات ومؤسسات الدولة وعاصمتها وجيشها بالكامل في يده!. الحوثي يريد سلاماً وهو يحتفظ بكل شيء بمعنى أنه يريد سلاماً «تكتيكياً» لكسب الوقت فقط وليس سلاماً «مستداماً».
ولكن هذا لن يحدث، لأن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية يعي جيداً ما الذي يريده الغرب ويعي أن اليمن لا يمكن أن تستقر إلا في ظل دولة مركزية قوية تبسط كامل نفوذها ويكون الجميع تحتها مواطنين أسوياء.
* في ضوء الإمكانات والقوى المتداخلة في هذه الحرب، هل من الممكن تجاوز الممانعات الغربية بعدم إنجاز الحل الشرعي بدخول صنعاء وتحرير الحديدة وتحصين تعز وغيره؟
المجتمع الغربي وأمريكا التي تقوده هم في العادة يخضعون لمن يفرض رأيه، عندما تكون قادراً على فرض رأيك بالقوة لن يستطيعوا منعك وسوف يكونون مجبرين على احترامك.
* كيف تصل الإمدادات إلى صنعاء الآن؟ وهل الحوثيون وجماعة المخلوع في وضع متاح داخل العاصمة؟
أعتقد أنه متاح وأكثر من متاح لأن هناك ضغط من المجتمع الدولي أولاً على أن تظل المساعدات المتدفقة كما هي، كما أنه من المعيب أن بعض المنظمات الدولية وكثيراً من مساعدات اليونسيف تصل إلى صنعاء وهم يعرفون عن سيطرة الجماعة الحوثية وكثير من مساعدات التغذية، بل إن منظمة أطباء بلا حدود تقدم مستشفيات ميدانية تدعم وزارة الصحة التي أصبحت بيد الحوثي فأصبحت المستشفيات الميدانية تقف خلفهم، وأيضاً بالنسبة للكتب المدرسية وتشويه المناهج التعليمية وتلويثها بمفاهيم إرهابية وعنصرية وطائفية وصور لرموز خاصين بجماعة الحوثي على أساس أنهم أبطال مناضلون وأيضاً تجريم قادة الحكومة الشرعية ووصفهم بالخونة، وللأسف الشديد فإن «اليونيسيف» عملت خارج مهامها وذهبت لتطبع هذه الكتب الدراسية التي أعدتها جماعة الحوثي على نفقتها الخاصة، وجزء من الكتب طبعت من أموال البنك المركزي اليمني.
* هل تجد جماعة الحوثي مقاومة شعبية ضد تشويه المناهج وإدخال الأفكار والمعتقدات الإمامية وغيرها خاصة في صنعاء؟
- الشعب يعاني من الجوع وجماعة الحوثي أوصلته إلى مرحلة أنه لا يفكر إلا بحاجة أولاده للدواء والطعام الذي يصعب أن يحصل عليه وحرمانهم من الرواتب، واعتمدت الجماعة على نظرية الخميني التي اعتمدها في ثورته وهي نظرية «الصدمة والرعب»، عندما تختلف مع جماعة الحوثي لا يكتفون بسجنك أو قتلك بل يسجنوك ويقتلوك ويفجروا بيتك ويشردوا أولادك وينهبوا أموالك.
[caption id="attachment_1704" align="alignleft" width="340"] الملحق الإعلامي أثناء حديثه للصحيفة[/caption]
* في ضوء معرفتنا بأن المخلوع صالح هو من قتل مؤسس جماعة الحوثي فكيف استطاعت الجماعة بسهولة أن تتحالف معه وأن تحميه أيضاً؟
أولاً كان هناك عدو مشترك لهم وهو فخامة الرئيس هادي ومشروع الأقاليم الستة، وعلي عبدالله صالح يريد أن تبقى هيمنة الدولة المركزية القبلية على المركز ويهيمن على الأطراف، وهو لا يريد للشعب اليمني أن ينعم بثرواته وأن تتحدث الأقاليم وتعبر عن نفسها وتبدأ الدولة نحو البناء حتى لا يبدو عهده وماضيه مكشوف العورة أسود، لذلك أراد أن يكون خلفه أسوء منه لا يريد للدولة اليمنية أن تنطلق، وكان مشروع الرئيس هادي وهو الأقاليم الستة وهو أفضل مشروع لليمن، والجماعة الحوثية الأمر نفسه ومدير مكتب رئيس الجمهورية أمين عام مؤتمر الحوار أحمد بن مبارك حالياً سفيرنا في واشنطن قال: «زرت مع جمال بن عمر، عبد الملك الحوثي وقال له عبد الملك: (بالنسبة للجنوب سنقاتل فيها لآخر فرد وأما بالنسبة للشمال فحكمناها وسوف نحكمها بقوة السلاح)، وبالتالي فإن الجماعة الحوثية وجدت في المخلوع علي عبدالله صالح متنفساً لها لأنه يملك المال والسلاح والرجال، وهو وجد فيهم قوة خارج القانون يستطيع أن يستخدمهم لتصفية حساباته ورغبته في الانتقام.
* هل تلمسون دوراً معيناً لروسيا سواء مستقبلياً أو حاضراً آنياً؟
- عقدت لقاء مع السفير الروسي في اليمن لقرابة ساعتين، وقال لنا: لو كنا ضد القرار 2216 كان يكفينا أن نرفع أيدينا وأن نستخدم الفيتو ولكننا وقفنا في الظل وسمحنا لهذا القرار بالمرور حتى ينتصر الطرف الشرعي على الطرف الانقلابي. كما أن موافقة روسيا على السفير اليمني في موسكو كانت أيضاً إشارة طيبة بعد تأخر الموافقة تقريباً لثمانية أشهر، وهذا يعني أن الروس ما زالوا يتعاملون مع الشرعية.
* برأيك ما الذي اختلف في الأداء القطري أثناء ادعائهم أنهم عضو في التحالف العربي والآن وهم خارج التحالف العربي؟
- تصريحات وزير شؤون الدفاع خالد العطية حين قال «كنّا مجبرين ومكرهين على المشاركة في التحالف العربي»، هل أنت مجبر على إنقاذ إخوانك باليمن؟ وتحرير الدولة اليمنية من قبضة إيران الفارسية؟ هذا شيء مؤلم من خالد العطية. ثانياً: إعادة فتح مكاتب قناة «الجزيرة القطرية» في صنعاء وأخبارها المعادية للشرعية يفضح الدور المخادع لقطر.
* كيف ترون ملف حقوق الإنسان وانتهاكات الحوثي وجماعة المخلوع، وما دوره في الحرب وكيف استثمرته الشرعية بالشكل الذي يجعله يخفف الضغط على الأقل؟
- ما أعرفه يقيناً أن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لديهم فريق من الخبراء القانونيين الدوليين الذين يحددون ما المجالات المسموحة في القانون الدولي وقواعد الاشتباك وما الممنوع منه ويحاولون ألا يخرجوا عن مسافات هذه القوانين ولا يتجاوزونها وهم حريصون في ذلك. أما بالنسبة لملف حقوق الإنسان فالشرعية اليمنية على استعداد تام وأؤكد أنها على استعداد بأن تواجه كامل المجتمع الدولي بجرائم الجماعة الحوثية، ولدينا ملفان في اليمن وهما ملفان مكتملان، الملف الأول: حول الجرائم الإيرانية في اليمن منذ عام 1991 ودخول قادة إيرانيين لتنمية الخلايا النائمة التابعة لهم. ولدينا أيضاً الملف الآخر وهو المتعلق بحقوق الإنسان، حين مشاورات الكويت قدمنا ملفاً يوجد فيه معلومات حول 2600 معتقل لدى الجماعة الحوثية وكان الملف دقيقاً في تقديمه للمعلومات من اسم المعتقل وصورته وهويته وساعة الاعتقال والشهر واليوم وبعض الأحيان تدعم بفلم فيديو وصور للحظات الاعتقال والمكان الذي اعتقل فيه والجماعة المسؤولة عن اعتقاله.
أما الجماعة الحوثية فقد ذهبت تضع أسماء من جماعتهم يعلمون بأنهم قد قتلوا في السابق، وهناك ظهرت فضيحة ممن قدمت أسماؤهم من قبل الجماعة الحوثية، حيث شهد أهالي مناطقهم أن هؤلاء قتلوا في مناطق الصراع وتم دفنهم والعزاء فيهم وقامت جماعة الحوثي بتدوين أسمائهم على أنهم أسرى، وكان أيضاً من ضمن أسماء المعتقلين أحمد علي عبدالله صالح المقيم في أبو ظبي وكان سفيراً سابقاً وتم تقديم اسمه ضمن الأسرى والمعتقلين، وكان هناك مزايدة ولعب على هذا الملف، لذلك حجتنا أقوى في الذهاب لمقاضاة المجتمع الدولي.
* هل هناك خطوات لمقاضاة هذه الجماعة وتقديم ملفات انتهاكاتهم لحقوق الإنسان في اليمن إلى المجتمع الدولي؟
وزير حقوق الإنسان محمد عسكر لديه ملف مكتمل في هذا الجانب واللجنة الوطنية لحقوق الإنسان واللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات الانتهاك أيضاً لديها ملفاتها والمجتمع الدولي مراقب، وهناك لجنة عقوبات دولية، وقبل أسبوع أو أقل أوصت بإدراج خالد علي عبدالله صالح ضمن لجنة العقوبات الدولية، المجتمع الدولي كله يعرف من الذي حوَّل المدارس وملاعب كرة القدم لمعتقلات وسجون، ويعرف من الذي أعدم الناس في السجون ومن قتل الناس في منازلهم وحرمهم من منشآتهم العامة، وننتظر من المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والإعلام أيضاً أن يضغط على هذه المؤسسات لفتح ملفات التحقيق في هذه الجرائم.
* هلا حدثتنا عن دور مركز الملك سلمان للإغاثة وما يمكن معالجته في الجانب الإنساني العاجل في هذا الملف؟
- مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية انتهج القضايا الإنسانية بعيداً عن الصراع السياسي والعسكري، وهذا ما جعله يفكر بطريقة إنسانية راقية، وجعله يرسل شاحنات الغذاء والأدوية لصعدة معقل ووكر عبدالملك الحوثي.. لماذا؟ لأن بها مواطنون أبرياء وعزل.
ومنذ أن بدأت الحرب هذا المركز حمل على عاتقه الكثير من الهموم اليمنية وأرسل المواد الغذائية والأدوية والمعدات الطبية وتجهيزات المستشفيات، وكان وما زال متجاوباً مع كل ما يرفع إليه من الميدان عن طريق وزارة الصحة والحكومة اليمنية، وحتى أمس الأول حين قدم 33 مليون دولار لمكافحة الكوليرا في مجالين هما الإمداد المائي والإصلاح البيئي لأن شهيد أظفر مسؤولة اليونيسيف في الخليج قالت: «هذان المجالان هما البيئة الخصبة التي تعيش فيهما الكوليرا وتتوسع عبرهما»، وهذا المبلغ قُدم ضمن منحة تكرم بها نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بمبلغ 67 مليون دولار لمكافحة الكوليرا في اليمن. وللأمانة.. لقد أصبح مركز الملك سلمان للإغاثة كالمنظمات الخيرية العملاقة في العالم التي لم تعد بحاجة للترويج لجهودها ودورها، فقد أصبح المركز يتحدث عن نفسه من خلال مبادرات نوعوية.
* ماذا عن انعكاسات اللقاء الشهير للأمير محمد بن سلمان مع مشايخ القبائل اليمنية على الداخل وكيف قرأه اليمنيون؟
الأمير محمد بن سلمان كان ذكياً في خطابه مع مشايخ القبائل اليمنية حين تحدث عن اليمن ومكانته التاريخية وأن بها أصل العروبة وأننا كلنا لليمن واليمن كلها لنا وأن أمن اليمن واستقرارها هو من أمن واستقرار المملكة والمصير الأمني هو مصير مشترك، لذلك كان من الجانب اليمني أن رأى في هذه الكلمة نوايا أكثر من صادقة وقوية بأن المملكة العربية السعودية اتخذت طريقها في اليمن ووضعت قدمها في اليمن وهي تعرف إلى أين هي ذاهبة وأنها لن تعود حتى تكسر القوة العسكرية للجماعة الحوثية وتستعيد كامل الشرعية اليمنية.