-->

البلاد : مها العواودة

أجرت صحيفة البلاد السعودية حديثاً مقتضباً مع سعادة السفير الدكتور شائع محسن الزنداني سفير بلادنا لدى المملكة العربية السعودية حول مستجدات الأوضاع السياسية في اليمن والدور الأخوي لقيادة المملكة مع الشعب اليمني والقيادة السياسية ممثلةً بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي

إلى نص الحديث..

قطع سفير اليمن في الرياض د. شائع محسن الزنداني بعدم الوثوق في أي التزامات للحوثي، قائلاً إنه ليس صاحب قرار وان الاوامر تأتيه من طهران وعليه التنفيذ .

وحول التصعيد الحوثي المستمر تجاه اليمن والمملكة قال السفير الزنداني لـ”البلاد” : لو كان الحوثي صاحب قضية أو صاحب قرار لأمكننا التفاهم معه والتوصل إلى حل سياسي يضمن التعايش المشترك وإنقاذ الوطن ومؤسسات الدولة من الانهيار، لكنه ليس له قضية، وكل تفكيره منصب على أحقيته في الحكم والتفرد بالسلطة والثروة دون سواه.

وأضاف أن “الحوثي قراره ليس بيده بل بيد المراجع الإيرانية التي توجهه وفقاً لأطماع إيران التوسعية وأهدافها التخريبية في المنطقة”، وتابع “لذا نجده يطلق قذائف صواريخ إيران وطائراتها المسيرة على المدنيين والأعيان المدنية في المملكة وتعز ومأرب والضالع، دون أي اعتبار للجهود الدولية للسلام رغم كل التنازلات والسعي الحثيث نحو السلام الذي تبذلها القيادة الشرعية حرصاً منها على السلام وحقناً للدم اليمني وتخفيف أعباء وتبعات الحرب على المواطن.”

ووصف الزنداني استهداف امدادات الطاقة العالمية بأنه إضرار بمصالح العالم كله وفي المقدمة منه الدول المستفيدة من هذه الطاقة، لافتاً إلى ضرورة أن تعجل الدول الفاعلة والوازنة في المجتمع الدولي بإتخاذ قرارات قوية بحق هذه الجماعة الإرهابية حتى لا يطال ضررها بقية دول العالم.

وأكد السفير الزنداني أهمية جهود المملكة ومساعيها في اطار الحل السلمي لأزمة اليمنية وقال : المملكة العربية السعودية وقياداتها المتعاقبة كانت ولا تزال حمالة لمشاعل التسامح والتصالح والحوار بين والمذاهب الديانات والثقافات والحضارات، وتولي ذلك جلَّ رعايتها وإهتمامها، ابتداءً من إتفاقية الطائف بين النخبة اللبنانية الحاكمة إلى رعايتها لإتفاقيات السلام والمصالحة بين الفلسطينيين والصوماليين واليمنيين والأفغان، فالمملكة حريصة على توحيد كلمة الأمة ولمّ شملها وشتاتها في جسد واحد، وتوفير جهودها في موقف واحد ينعكس بإيجابية على مصالح وتنمية الأوطان وتحقيق رفاهية الشعوب. “

وأضاف” منذ نشوب الأزمة اليمنية وتصارع الفرقاء والمملكة تبذل مساعٍ حميدة لجمع كلمة اليمنيين وتوحيد موقفهم وتقديم التنازلات لبعضهم بما يخدم الشعب اليمني وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية المجتمعية، لكن الجماعة الحوثية تقابل كل ذلك بسلاحها وعنفها وقراراها المسلوب من إيران وتصر على خيار السلاح.

وعن نقض الحوثي لجميع الاتفاقيات قال السفير اليمني “هذا يحيل إلى مبتدأ الحديث، فقد أشرنا إلى أننا أمام ميليشيا مسلوبة القرار، بل يديرها خبراء الحرس الثوري وأولهم الضابط حسن ايرلو المتواجد حالياً في صنعاء تحت مسمى سفير إيران، والذي دخل إلى اليمن بطريقة غير مشروعة وقدم أوراق اعتماده إلى جهة غير مشروعة واضاف الزنداني : منذ أول شرارة في حرب الحوثي ضد الدولة اليمنية في يونيو 2004 وحتى الآن وهو لا ينتصر إلا بالخيانات ونقض العهود ومنذ ذلك الحين حتى الآن نقض الحوثي أكثر من 160 اتفاق، بيناها اتفاق الصلح حول دماج وعمران وحجة وكشر والاتفاقيات مع والاحزاب والتيارات الاخرى، حتى مخرجات الحوار الوطني الشامل الذي رعته الأمم المتحدة رفض التوقيع عليه، وقد أعلنت اللجنة المعنية بتنفيذ اتفاقية استوكهولم ان الحوثي ارتكب أكثر من 42 ألف اختراق للاتفاقية منذ توقيعها في ديسمبر 2018 وحتى اللحظة. هذه المعطيات تقدم صورة واضحة عن التعامل الحوثي مع الاتفاقيات التي اعتاد على نقضها والانتصار بالغدر والخيانة.

وأكد أن موقف المجتمع الدولي بين خيارين أما الحفاظ على أمنه واستقرار و مصالحه وفي مقدمتها امدادات الطاقة وممرات الملاحة الدولية أو انتظار تحول مصالح العالم إلى ورقة تفاوض بيد إيران وميليشياتها.

وشدد على أن الحاجة اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى إلى موقف جاد من المجتمع الدولي وجهاته المعنية في مجلس الأمن ومجلس حقوق الانسان العالمي إلى موقف رادع يدفع الحوثيين إلى الجنوح نحو السلام وتقديم مصلحة الشعب اليمني على كل المصالح والمكاسب الضيقة.